هذا المقال يحتوي على: 1200 كلمة.

حجم الخط

remove add

 من كتاب “الكتابة والرؤيةلأحمد زنيبر (*)

أرخبيل الذاكرة لــ عبد الرحيم مؤدن.
أرخبيل الذاكرة لــ عبد الرحيم مؤدن.

لعل الحديث عن موضوع الرحلة، في الأدب المغربي والعربي، وما اتصل بها من قضايا أدبية ونقدية، يطرح العديد من الأسئلة الموضوعية من قبيل: ما الرحلة؟ وما جدوى الكتابة فيها أو عنها؟ كيف ينظر الرحالة إلى صورة الأنا موازاة مع صورة الآخر؟ كيف تحضر العين الرائية لتصف سحر المكان وتأثيره في المشاعر والذاكرة؟ وهل ثمة معجم خاص بالرحلة يميزها عن غيرها؟ ثم ما الإضافة النوعية التي يمكن للذات الكاتبة أن تقدمها للقارئ المفترض؟ وأي الوسائط التعبيرية يستند إليها الرحالة؟ وأخيرا هل يمكن الحديث عن أدبية تميز هذا النوع من الكتابة؟…

أسئلة وأخرى، تستدعي، قبل الإجابة عنها، تحديدا أوليا لمفهوم الرحلة، يمس الشكل والمضمون معا، و اطلاعا واسعا على مختلف النصوص الرحلية التي أنجزت في السابق، وما كتب عنها نقدا أو مراجعة.

 1 — الرحلة والمفهوم

برزت مجموعة من التعاريف التي تناولت مفهوم الرحلة وأولتها عناية خاصة.

وقد يلحظ الباحث ذلك التنوع الحاصل على مستوى التحديد الاصطلاحي، تبعا للخلفية الفكرية والمعرفية التي ينطلق منها أصحابها؛ غير أن هذا التتبع سرعان ما يكشف عن وجود قاسم مشترك، معلن ومضمر في آن، يعتبر الرحلة فنا أدبيا تلتقي فيه كل الألوان التعبيرية. فهي أدب بالمعنى الذي يجعلها مختبرا للكتابة وموطنا للإبداع والإمتاع، لا يمكن الاستغناء عما تقدمه من زاد فني ومعرفي.

أدب الرحلة، بهذا المعنى “فن متميز ومعلم بارز من معالم الثقافة والمعرفة. فهو كحديقة غناء بها ثمار يانعة ولا تخلو من الأشواك. فالقارئ يطل منه على أنماط شتى مختلفة وصور من صور الحياة المتباينة.” (1)

وبالرجوع إلى المصادر الرحلية الأولى والاطلاع على نصوص العرب المسلمين، نجدها قد ارتبطت، منذ عهد بعيد حتى القرن السابع عشر، بالمجال الديني حيث السفر إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج . وقد اعتاد الرحالة، وقت ذاك، تسميتها بالرحلات الحجية أو الحجازية، تبركا بالمكان. كما اعتاد الرحالة أيضا، أن يرد قصة السفر ويصف أجواء تنقله، ذهابا وإيابا، ويدون كل ما شاهده أو عاينه من مظاهر وظواهر، بعناية الموثق والمدقق، خلال زمن الرحلة. ومن ثمة، “تراهن الرحلة الحجازية على عنصر الزمن، نظرا لكونها لا تتم إلا داخل إطار زمني معلوم، ينتهي عند شهر ذي الحجة، الذي يعد الزمن الأسمى في هذا النوع من الرحلة، التي تتوج سفرا عبر الزمان والمكان، بأداء مناسك الحج بالديار المقدسة”. (2) وفي سياق ذلك، كان الرحالة القديم، في رحلاته الحجازية وغيرها يقدم فوائد مختلفة، قد تمس التحقيق في بعض الأماكن والمحلات والنظر في ما اتصل بها من شعائر دينية من خلال أقوال وأحاديث، وقد تمس التدقيق أحيانا في معاني بعض الألفاظ والأقوال، شرحا وضبطا وإعرابا.

وبحكم التحولات العميقة التي عرفها المجتمع  العربي، على مستوى التعبير والكتابة، فقد أعيد النظر في مفهوم الرحلة، واعتبرت فنا قائم الذات، يستثمر مختلف مكونات السرد الأدبي، بحكم اقترابها من مجال اليوميات والمذكرات والقصة والسيرة الذاتية. وهو ما سيبدو جليا، في مجمع الكتابات التي خلفها العرب المسلمون، خلال فترات زمنية متفاوتة، “حيث يصفون فيها البلدان والأقوام، يذكرون فيها أحداث تجوالهم، ودوافع رحلاتهم، وما قد يصاحب ذلك من بلورة انطباعات شخصية، أو إصدار أحكام تقويمية لما شاهدوه أو سمعوه.” (* 3). وهي كتابات سردية، سرعان ما ستكشف عن غنى موضوعاتها وطرائق سردها، مما جعلها محط اهتمام كبير، من قبل القراء والنقاد، على حد سواء.

ومع تعاقب الكتابات في هذا المجال، من خلال أعلامها، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية ومرجعياتهم الفلسفية، من أمثال ابن بطوطة وابن فضلان والإدريسي و المسعودي وابن جبير وياقوت الحموي والمقدسي والمكناسي والحجوي… ومن جرى جريهم، في التعريف بالأماكن التي زاروها والمواقف التي عاشوها، أمكن الحديث عن جنس أدبي مستقل هو: أدب الرحلة . وقد ظهرت مجموعة من البحوث والدراسات تباشر تحليل النص الرحلي، استنادا إلى مناهج نقدية مختلفة، كالتاريخية والاجتماعية والنفسية، فيما ركزت دراسات وأبحاث أخرى، في تحليلها، على موصوع “الأدبية” أو “الشعرية” ، مثلما وردت في مصادرها الغربية. يقول جاكبسون: “إن موضوع العلم الأدبي ليس هو الأدب وإنما الأدبية، أي ما يجعل من عمل أدبيا” (4).

فما الغاية من البحث في الأدبية؟ وما الذي يجعل من النص الرحلي كتابة أدبية؟ هل يتعلق الأمر بما يقدمه من مادة معرفية وموضوعاتية أم في ما يرومه من اختيارات فنية وجمالية؟ وهل الأدبية تخص النص الأدبي فقط أم تثمل النص غيو ١لأدبي أيضا؟

للاقتراب من هذا الموضوع، نقترح أربع رحلات مغربية من القرن العشرين،

ضمها كتاب واحد للقاص الراحل عبد الرحيم مؤدن أسماه: “أرخبيل الذاكرة “. فماذا عن ذا الكتاب وصاحبه؟

 2 – عبد الرحيم مؤدن وسؤال الكتابة:

يعد الباحث والقاص الراحل عبد الرحيم مؤدن(1948 – 2014) ، نموذجا من النماذج المشرقة في مشهدنا الثقافي وعلامة من العلامات الفارقة في أدبنا المغربي. يتميز مساره العلمي والإبداعي بغزارة الإنتاج وجدته، حيث البحث في عالم الرحلة والنبش في غابة القصة والانشغال بقضايا المجتمع والطفل والسياسة. تفاعل وانفعل مع قضايا الإنسان والمجتمع، وراهن على الكتابة بوصفها تعبيرا قادرا على منح الذات الكاتبة، قدرة على الملاحظة والتأمل وجرأة على المساءلة والاحتجاج.(* 5)

نذكر من مؤلفاته في البحث والدراسة: “الشكل القصصي في فن القصة المغربية” ، “معجم مصطلحات القصة المغربية” ، “مستويات السرد في الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر”، “الرحلة في الأدب المغربي”، “أدبية الرحلة”، “الرحلة البهية إلى باريس البهية”.. وفي الإبداع القصصي: “اللعنة والكلمات الزرقاء”،”تلك قصة أخرى” ، “أزهار الصمت “، “حذاء بثلاث أرجل” ، “طاحونة الملح وغيرها”(6). كما كتب للأطفال والفتيان أعمالا منها: “حكاية طار زاد”، “عمارة العمالقة”، “أطفال البحر”، “رحلة ابن بطوطة الجديدة” و “السمكة و الأميرال” . وقبل عناية الكاتب بفن الرحلة، على مستوى الإبداع، قدم دراسات تخص النص الرحلي في الأدب المغربي. كما توجهت عنايته إلى البحث في أدبية الرحلة، معتبرا أن هذه الأخيرة تعني (الشعرية) كمنهج لدراسة النص سواء كان أدبيا أو غير أدبي  (7).

ونذكر من إبداعاته في أدب الرحلة: رحلة ابن بطوطة الجديدة، ثم أرخبيل الذاكرة موضع هذه المداخلة. وهي عبارة عن رحلات مستقلة، لا سفارية ولا حجازية، قام بها الكاتب إلى مناطق مختلفة بين الشرق والغرب.

ويمكن اعتبار رحلات أرخبيل الذاكرة من الرحلات الاستطلاعية، من حيث إن هذه العينة من الرحلات “تتميز بالاستقلال عن الواجب الذي يفرضه الدين أو السلطان أو أخذ العلم، فيكون صاحبها في حل من كل مؤثر موضوعي خارجي، ويكون حافزه الأساس هو حب الاستكشاف والاستطلاع. لذلك تتخلص الرحلة الاستطلاعية نسبيا من ثقل الميثاق، لتترك للنات المرتحلة نج مسارها وزمانها وأمكنتها على سجيتها.”(8) 

3 -“أرخبيل الذاكرة” وأدبية الكتابة:

يندرج كتاب أرخبيل الذاكرة ضمن الكتب الإبداعية، التي اهتمت بفن الرحلة بتجلياتها المختلفة، وما تشمله من تفاصيل تحيط بزمن الارتحال وعلاقته

بالمكان والإنسان. وهو كتاب يضم أربع رحلات، زار خلالها الكاتب (القاهرة) و(هولندا) و(باريس) ثم (الصين). ولأن نوع الرحلة “وثيقة عيانية، وصفية واقعية، عامرة بالخبرة، حمالة معان، حبلى بالدلالات، برج رصد ومنارة علامات” على حد تعبير أحمد المديني في إصداره الرحلي الأخير(9)؛ فإن عبد الرحيم مؤدن استثمر حسه القصصي أثناء الحديث عن هذه الرحلات الأربع. فكل رحلة لها ما يميزها عن غيرها، سواء من حيث الموقع الجغرافي والمجال الطبيعي، أو من حيث الإشعاع العلمي والنشاط الاقتصادي للبلد المتوجه إليه.

وإذا كان هذا الإصدار يحتضن أربع رحلات متنوعة الفضاءات، تنتمي إلى ثلاث قارات هي (إفريقيا) و(أوروبا) و(آسيا)؛ فإنه بالرغم من البعد الجغرافي الملحوظ؛ فقد اعتبرها الكاتب قارات متجاورة تؤثثها الذاكرة وتلحمها عبر الاستعادة والاسترجاع. وهو ما يعكس دلالة لفظ “الأرخبيل المدرج بالعنوان الرئيس. 

  4- ني العتبات النصية:

يفتتح الكاتب “أرخبيل الذاكرة” بقوله: “رحلات ومشاهدات متباعدة، في الزمان والمكان، ومتقاربة في الرؤية والسرد والتوصيف. فالقاسم المشترك بين هذه العوالم، يتجسد في الرغبة في المعرفة: معرفة الآخر ومعرفة الذات. وتلك هي معادلة الرحلة الدائمة التي – الرحلة – قد تتغير موضوعاتها، أو أساليبها وصيغها، لكنها تظل مخلصة لهذين الأقنومين: أقنوم الأنا في ممارسته لفعل الارتحال – جسدا وكتابة – وأقنوم الآخر، في تحوله إلى مرآة تزاوج بين الإرسال والتلقي، بين الرائي والمرئي” (10). وهي عتبة مضيئة تحدد خصوصية الجنس، الذي ينتمي إليه الكتاب من جهة، وترسم المعالم الكبرى لتوجهات الكاتب وفاعليته في تدبير النصوص المحكية، لغة ودلالة، من جهة ثانية. وقد وضع، لهذا الغرض، عنوانا مستقلا لكل رحلة على حدة، ينسجم وطبيعة الرحلة، زمانا ومكانا وأبعادا. وقد جاءت العناوين كالآتي: 

  • الرحلة الأولى: “ستة أيام هزت ١لعالم”
  • الرحلة الثانية: “الرحلة الهولندية”
  • الرحلة الثالثة: “الرحلة الباريسية (الفصول الأربعة)”
  • الرحلة الرابعة: “الرحلة الصينية (اطلبوا الرحلة ولو في الصين)”

ولم يقتصر الأمر على العناوين الرئيسة للرحلات؛ وإنما امتد أيضا للعناوين الفرعية داخل كل رحلة، حيث كتبت بخط بارز، تارة مع ترقيم وتارة من دونه. وهي عناوين بمثابة دليل أو خريطة طريق، تهدف إلى تيسير عملية القراءة والفهم. فقد ضمت الرحلة الأولى سبعة عناوين، والرحلة الثانية ستة عشر عنوانا، في حين ضمت الرحلة الثالثة ستة وعشرين عنوانا، وأما الرابعة فأربعة عشر عنوانا.

وتكمن أهمية هذه العناوين الفرعية المؤثثة لفضاء النص، في ما اشتملت عليه من إيحاءات دلالية ورمزية، نذكر منها: (هنا القاهرة / مصر التي في خاطري / الماء له لون وطعم ورائحة / ليدن: طبعة منقحة ومزيدة / ورد أكثر / لكل منا باريزه / هو الذي رأى / باريس: سر من رأى  / باريس وأخواتها /  أتاك الربيع.. /  (خفف الوطء يا صاح) / (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) / كانتون: أرز اللآلئ / هونغ كونغ: الحداثة ذات الرأسين / .. وغيرها).

وفي نفس السياق المقدماتي، يعطي الكاتب نبذة تأطيرية عن كل رحلة، من خلال التركيز على سحر المكان ومدى تأثيره في الذات الكاتبة. يقول عن الرحلة الرابعة مثلا: “في الرحلة الصينية، كان المكان الواحد أمكنة عديدة، كان أشبه ب (الدمية الروسية) الشهيرة التي تتناسل أجزاؤها، وأنت تتابع فع أجزائها، دون أن تغادرك الدهشة والمتعة” (ص6). ومادام هذا التقديم غير منفصل عن المتن، فما يحدده كخطاب مقدماتي هو كونه “بمثابة قول على قول أو خطاب واصف، يعمد النص، ويخبر به، ويفتتحه، ويتموضع قبله – مورفولوجيا – وينثر ظلاله إلى نهايته، ليتموضع بعده بنيويا” (11). ومع انطلاق الرحلة الأولى يكون الكاتب قد أبان عن مقصدياته، الظاهر منها والخفي، التي ستحكم كل نص رحلي، على حدة.

5– في المضامين الرحلية:

إن المتأمل في نصوص أرخبيل الذاكرة يتبين، بشكل جلي، طبيعة البنية التي تتحكم في معجمها الرحلي، ألا وهي بنية السفر. وقد توزعت هذه البنية إلى حقلين دلاليين. يحيل الحقل الأول إلى موضوعة “النقل وما تشمله من ألفاظ وعبارات دالة كثيرة، من قبيل: (حلقت بنا الطائرة / وصلنا المعرض / نزلنا / تابعنا السير / أثناء زيارتنا / صعدنا الدرج / ونحن على ظهر الحافلة / غادرنا المقهى / قررنا الخروج / … وغيرها)، فيما يحيل الحقل الثاني إلى موضوعة المكان بدلالاته المختلفة عبر ألفاظ منها: (القاهرة / ميدان التحرير، لاهاي، أمستردام، ليدن، باريس، بكين، مانهاتن، هونغ كونغ، الطاكسي، الحافلة، الطائرة، المقهى، المتحف، الحديقة، الغرفة… وما شابه). يقول في مقطع من الرحلة الأولى: “لا مفر إذن من الفندق، هذه الليلة، في انتظار طلوع الصباح. الحافلات لا أثر لها دون أن تخلو السقائف الزنكية من المنتظرين. ركبنا، هذه المرة، سيارة الطاكسي النموذجية بلونيها الأبيض والأسود ووجهتنا بعد نصيحة السائق، ميدان رمسيس الذي كان يتغل بالحركة والروائح والأصوات والسحنات المشتركة.” (ص13)

لقد تميزت نظرة الكاتب بالشمولية وهو يعرض لمختلف الأماكن والمناطق المرتحل إليها، بالرغم من تباعدها الجغرافي. فالغاية عنده واحدة، هي تقريب صورة المكان كما يراها اللحظة أمام ناظريه، مستحضرا نظرته إليها كما كانت في السابق أو كما وصفت من قبل آخرين ذات رحلة. ولعل توسله بالذاكرة واستحضاره للمقروء من روايات وكتب في الأدب والتاريخ والرحلات وغيرها، مكنه من عقد العديد من المقارنات بين مكان اليوم ومكان الأمس، وبين مكان الواقع ومكان الحلم. لقد تعددت الأمكنة والرائي واحد.

يقول الكاتب في الرحلة الباريسية: “في باريس لا وجود ل “غراب البين الذي”، كما ترسخ في ذاكرتنا، لا هم له سوى النعيق، وتفريق الحبيب، عن الحبيب. غراب باريس غراب المحبين والعاشقين، والمرابطين بالحدائق التي تمتن الأواصر بين الألفة والآلاف.” (ص 80)

ولما كان غرض هذا  الإبداع الرحلي، تقديم مادة معرفية وأدبية في آن، عن المدن التي زارها الكاتب مرفوقة بجملة المشاعر التي استشعرها بهذا الفضاء أو ذاك، فقد تم تركيزه على خصوصيات هذه الأماكن وما انمازت به على مختلف المستويات الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والثقافية. ومن ثمة وجدنا رصدا للشوارع والأزقة والمحلات، ووصفا للمقاهي والحدائق والمتاحف، وجردا للآثار والعمران في محاولة لاستنطاق مدلولاتها، الظاهرة منها والباطنة. يقول في الرحلة الهولندية: “الداخل إلى أمستردام يتلقى شلالات من الجمال والمتعة والدهشة أيضا.. ومن ثم يصعب عليه، وهو القادم من بلاد لا تقدم الفرح إلا بمقدار، استيعاب هذا السيل من المظاهر المختلفة، سلبا وإيجابا، المنتجة من قبل هؤلاء القوم. ولم يبق أمامه إلا اختلاس لحظات سريعة من المرئيات المختلفة، وهو في دوامة تتابع الصور والأوضاع والأشكال والألوان، في المأكل والملبس والبناء والشجر والحجر والإنسان والحيوان.” (ص40)

وبين هذا الوصف أو ذاك، في الرحلات الأربع، لم تكتف العين الراحلة بالمشاهدة والتصوير السطحي؛ وإنما تعدته لتتأمل المواقف والأحداث وتنتقدهما، إن لزم الأمر، أو تبدي، مما تراه وتسمعه، إعجابا أو استغرابا. ففي كل بلدة أو مدينة يحط بها الكاتب، ثمة أفق للكتابة ووعي بها. لم يخل، في الغالب، وصف من تفصيل ولا معلومة من تدقيق ولا نقد من تبرير، وهو الأمر الذي يعكس الخلفية الثقافية والجمالية التي يصدر عنها الكاتب. يقول في الرحلة الصينية: “لم نكن نعرف عن هونغ كونغ سوى ما قدمته لنا الأفلام الجاسوسية الرديئة من بطل أمريكي لا يقهر، وهو يحتال على عدوه الأسيوي المتخلف عن طريق تحويل قلمه إلى قنبلة، تارة أو جهاز للتصنت تارة أخرى والتوابل الجنسية قاسم مشترك في هذه الأفلام النمطية التي يتحول فيها كل شيء إلى بضاعة يملك زمامها الغرب القاهر أمام بلاهة شرق، بالمعنى الواسع، مقهور.. تلك هي الوجبة الدائمة التي قدمها الآخر وما تزال ولو بصيغ عولمية جديدة. لكن الخبر ليس كالعيان كما يقول القدامى.” (ص 133). ومن هنا تصير الرحلة بحثا عن الذات في تفاعلها بالواقع وفي تواصلها مع الآخر.

يمضي بنا الكاتب، عبر الرحلات الأربع، فاعلا ومتفاعلا، محللا ومؤولا، ملاحظا ومنتقدا، مشاركا برأيه، متدخلا بأفكاره ومستعينا بذوقه وثقافته، كل ذلك من أجل تقديم صورة تقريبية للقارئ المفترض، عن عوالم ومعالم الأمكنة، في هديرها وهدوئها، في حركيتها وسكونها، وفي قوتها وضعفها. والواقع أن الكاتب لم يقتصر على وصف المكان في علاقته بالإنسان فحسب؛ بل انتبه أيضا للجماد والنبات والحيوان. يقول عن رمزية هذا الأخير في المجتمع الصيني، مثلا: “فالأسد يرمز للقوة والسلطة والسيادة. والسلحفاة ترمز لطول العمر، والفيل للقوة.. ويحظى الأسد بأهمية خاصة لدى الصينيين متوارثة، تداخل فيها الواقعي بالأسطوري، والديني بالمسلك اليومي، كما جسدته تماثيله المختلفة، بألوانه المذهبة في معظم الأحيان، عند مداخل الفنادق والمؤسسات والمتاحف والمعابد.” (ص 38 )

هكذا لم يأل الكاتب جهدا في التعريف بثقافة الغير والتلميح إلى ما يشد إليها عبر لغة سردية تروم تسجيل كل ما التقطته العين وما حفظته الذاكرة. ومن ثمة، تحويل هذا المخزون إلى مادة معرفية تمس الحديث عن مساحة البلدان وعدد السكان وعظمة الإنسان ومظاهر العمران وأنواع الفنون ونظام المكتبات وجمالية المتاحف وبهجة الحدائق ودور الإعلام وحوار الأديان وتعدد الثقافات وغيرها، مما هو مثبت في ثنايا النصوص الأربعة.

وإلى جانب المادة المعرفية أو محتويات الرحلة، ثمة مادة أخرى موازية لها تمس اللغة والأسلوب وطرائق الحكي الأدبية. فالذات الكاتبة راهنت على الذاكرة في توثيق اللحظة كي لا تنسى، كأنها لم تكن، واستحضرت المكونات السردية لكشف اندماجها مع المكان والأحداث والمواقف والشخصيات. يقول الكاتب: “الزمن زمنان، والمرتحل يحمل، عادة زمنه الخاص، وهو يدخل زمن الآخر.” (ص 84) ومعناه، أن الذات الكاتبة / الراحلة، عبر طول المسار الرحلي، تحمل معها زمنها الخاص به تقرأ الزمن الحاضر وتتفاعل مع معطياته الجديدة، قبولا أو رفضا، استغرابا أو إعجابا.

لا غرابة إذا، أن تحضر شخصية الكاتب حضورا قويا، في سائر المرئيات والمشاهدات. فالكاتب يمارس كتابته الإبداعية والنقدية في ذات الحين، من أجل

اكتشاف الفرق بين صورة الحاضر والماضي وبين صورة الأنا والآخر. يقول: “في العقود الأخيرة، بسبب الاعتداء اليومي عالميا على البيئة، أصبحت هولندا مهددة بالاندثار، من خلال توقعات عديدة، في أمد قد لا يتعدى قرنا من الزمان. ولم يبق الهولنديون نتيجة ذلك، مكتوفي الأيدي مستسلمين لهذا المصير المرعب بل انطلقوا في التخطيط المحكم لمواجهة هته التوقعات التي لعب فيها الماء دورا مركزيا دون أن يمنعهم ذلك من الاسمرار في إنتاج الثروة والمتعة والجمال.” (ص 31). وهي إثارة ذكية لتأمل ذواتنا والنظر في تخلفنا وقصورنا مقابل حضور الآخر وتقدمه. أوليس (بضدها تتبين الأشياء)، كما قال الشاعر.

6 — في الخصائص الأدبية:

تنتمي نصوص “أرخبيل الذاكرة” إلى عالم السرد، بوصفه “كلاما واقعيا موجها من طرف السارد إلى القارئ.” (12) وبالرغم من غياب عنصري “الحبكة” و “التخييل” عن هذه النصوص، بالمعنى المتعارف عليهما في القصة والرواية؛ فإن طرائق السرد الأخرى تنوعت وتعددت أشكالها التعبيرية، فمن رواية إلى خبر ومن تقرير إلى تأريخ، ومن سيرة إلى مذكرات. وبين هذا وذاك، حضور ذوق وذاكرة الكاتب بمرجعياتهما المختلفة وما تقدمانه من خدمة لمسار الحكاية / الرحلة.

لقد اتخذت الرحلة بمفهومها الرحب، في “أرخبيل الذاكرة” ، صورا متباينة تداخل فيها الماضي بالحاضر. وخضعت لبناء سردي قادر على إحداث التأثير في المتلقي.

ولا شك أنه، صلة بالرد، تتوفر الرحلات الأربع على برنامج سردي ينسجم والإيقاع الزمني للرحلة. فثمة(بداية) مع انطلاق الرحلة من إلى البلد المضيف، وهناك (وسط) يمتد على طول الأيام والليالي المخصصة للرحلة، ثم (نهاية) تتوقف عندها الأحداث بالعودة إلى البلد الأصل. يقول الكاتب من أجواء رحلة داخل هولندا: “الرحلة، هذه المرة، كانت بواسطة السيارة التي تم كراؤها عن طريق مؤسسة خاصة، أو شركة معينة تقدم للراغب في ذلك كل ما تتطلبه الرحلة. قبل ذلك قمنا بكراء شقة مفروشة، عن طريق الأنترنيت، تقع بشارع حمل اسما غريبا، لم نمل من استنطاقه، من مواقع لسانية وإيديولوجية، طوال الرحلة.” (ص 51)

وبذكر الزمان يحضر المكان. فهما وجهان لعملة واحدة. وقد أولاه الكاتب عناية فائقة، باعتباره عنصرا جوهريا في بناء النص القصصي والرحلي معا. كما أنه في الوقت الذي ” يعتمد فيه الزمن على تقنية الرد في عرض الأحداث نجد بالمقابل تقنية الوصف تميز المكان في عرضه للأشياء.” (ص 22) لذلك كانت الرحلة بالأساس سفرا في المكان والزمان. يقول الكاتب واصفا: “فالمقابر في باريس مدينة متكاملة بطرقاتها بأسمائها وأرقامها ومصابيحها وحدائقها ومسيريها وحراسها وموظفيها. والقبور، فضلا عن أضرحة الأسر، إبداعات مبهرة، يتنافس فيها الرخام، بألوانه والحجر بأشكاله والخط بأنواعه، واللون بزهوره. وحملت شواهد مقابر كثيرة، صور أصحابها وكأنها التقطت البارحة، وهم ما زالوا يمارسون، كما قال الفقيد محمد باهي فضيحة الحياة.” (ص80 – 81)

ومن أجل ربط التواصل مع القارئ المفترض، كان الضمير التي استخدمه لهذا الغرض متنوعا في سرد رحلاته. فالضمير يتأرجح تارة بين ضميري المخاطب وجمع المتكلم، كما في قوله: “بمجرد أن تضع رجلك خارج المطار، تتلقفك أيدي سائقي الطاكسي واللسان الدرب يقطر عسلا بمعجم الترحيب والترغيب.. سنكتشف أيضا أن الأمر يتعلق بشركات متكاملة تضم أسطول سيارات الطاكسي الكورية الجديدة بلونها الأبيض وعدادها، وهذا هو الأهم، الحداثي الذي تتعاقب فيه الأرقام بسلاسة مصحوبة بصورة فرس لا يكف عن العدو.” (ص11). وتارة يتأرجح، في مواضع أخرى، بين ضميري الغائب والمفرد المتكلم، مثل قوله: “الآن فهمت حكمة أنيس زكي بطل ثرثرة فوق النيل في الإبقاء على قلمه فارغا من الحبر، وهو يسجل الصادر والوارد. لا فرق بين الاثنين. والكلام كما يقول أحمد رجب نوعان. كلام فارغ وكلام مليان فراغ..” (ص 10).

وقد جاء هذا التنويع في الضمائر، المذكورة وغيرها مبررا، بحب المقام ولاعتبارات “ذات دلالة في 

   سياق النص الذي يعرف تحولات في الانتقالات من

مكان لآخر تبين عن المقدرة الإبلاغية (الإعلامية) للمؤلف في مستويات تقديم الخبر وبنائه-..(13)

وأما لغة الرحلة فتوزعت، بدورها، إلى محطتين- المحطة الأولى إخبارية تقريرية، حين يكتفي الكاتب بتقديم معلومات تاريخية أو جغرافية أو فنية، يدعم بها مسار الحكي ويوردها كما في مصادرها، بالأرقام والأسماء والمواح وغيرها – أما المحطة الثانية فقصصية إبداعية، يحضر فيها الرد والحوار، مثلما نجد في قوله: صعدنا الفندق ممتلئا عن آخره ما عدا حجرة واحدة بخمسة أسرة، ونحن نتجاوز الاثنين. لم يستمر الحوار إلا لحظات قليلة، بعد أن تعذر علينا إقناع صاحب النزل بثنائيتنا… صعدنا غرفتنا ذات الأسرة الخمسة.. أخرجت الصحيفتين من الحقيبة- وأفردت صوت الأمة فبرزت صور متظاهرين بمواجهة جنود الأمن المركزي. سألت

أبا حيان:

  • ماذا يحدث في مصر؟
  • علم ذلك عند صاحب الغيب.

أجابني أبو حيان من أسفل الغطاء الذي تربل به من رأسه إلى أخمص قدميه.”

(ص 16). ولا غرابة في ذلك مادام الكاتب قاصا متمرسا، يحن استثمار المكونات الردية بما فيها العناية بعنصر الزمن وأحواله تبعا للأحداث والوقائع المعروضة.

وإذا كان الوصف، بأشكاله ووظائفه المختلفة، عنصرا أساسيا من عناصر هذه الرحلة / الرحلات؛ فإن الكاتب قدم نماذج وصفية كثيرة للأحوال والأشياء والكائنات. كما راوح في وصفه تارة بين الوصف التسجيلي المباشر، والوصف التعبيري الذي يعتمد التلميح والإيحاء ويروم التأثير في المتلقي، تارة أخرى. يقول: أثناء زيارتنا لأحد متاحف التاريخ الطبيعي بشنغهاي سقطت الأمطار فجأة. فنبت باعة المظلات الواقية، في لمح البصر، أمام المتحف، وبدأنا في اقتناء المظلات ذات الألوان الزاهية، التي لم تصمد أمام هبة ريح قوية مفاجئة، فانكسرت أضلاعها المعدنية الرهيفة، ونحن نجتاز البوابة الحديدية للمتحف. (ص109) وهو نموذج، من بين نماذج وصفية كثيرة، قابلة للتأويل وتعدد القراءات، بالنظر إلى ما تختزله من انطباعات وأحكام تتفاوت وحالة الواصف، وما تعكه من رؤى ومواقف تتباين وطبيعة الموصوف.

وننهي الحديث، هنا، عن أثر الأدبية التي ميزت هذا النص الرحلي، بما اشتملت عليه من تناصات مختلفة، داخلية وخارجية. فلم يخل نص من النصوص الأربعة من تناص، على سبيل المجاورة والمحاورة. لذلك وجدنا تواتر نكر عدد من الموضوعات، مثل الطفولة والمرأة والحرية والنهضة والحداثة والمدينة والفن والذاكرة والثورة والتحرير والسينما وغيرها. يقول: “ولم أستطع مغ نفسي من التساؤل عن سر البياض الدائم لملابس الشرطة القطنية وسط هذا السخام المنتشر في المكان!! المهم الملابس تظل حليبية اللون، كما في الأشرطة المصرية ولو خرج أصحابها من المناجم و مطارح النفايات!!”(ص9)

كما وجدنا ورود عدد من الأسماء والشخصيات من مجالات ثقافية وفنية مختلفة، مغاربة ومشارقة وأجانب. يقول في مقطع: “ولم يخفف عني هذا الغبن سوى تصفح دائل الأقربين من العشيرة، مشرقا فوجدتها عند فرانسيس مراش (عروسة لجميع المدن المسكونة) وعند المويلحي (المدينة الفاضلة) وعند أحمد شوقي (مدينة النور) وعند الطهطاوي (من أعمر مدائن الدنيا ومن أعظم مدائن الإفرنج).” (ص68 – 69)

إضافة إلى ما ذكر، تضمين الكاتب واستحضاره لبعض السور والمعاني القرآنية: (كالعهن المنفوش)، (لا تعرف بأي أرض تموت)، (فجاءه المطلوب قبل أن يرتد إليه طرفه) أو إحالته إلى بعض الأسماء أو النصوص الشعرية: (أتاك الربيع..)، (ورد أكثر)، (خفف الوطء يا صاح)، (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) أو الأمثال والأقوال الشعبية: (وشر البلية ما يضحك) وغير ذلك.

ولم يفت الكاتب وهو يعرض مشاهداته ويتأمل فضاءاته ويتملى في شخوصه، أن يمرر بعض الأفكار ويوجه بعض الانتقاد، من خلال عقد مقارنات تفي بالغرض، وتكثف عمق المسافة بين صورة الأنا وصورة الآخر. يقول: هذا هو الإنسان

الصيني الذي يمزج بين طعام الجد وطعام الروح، بين الجميل والنافع، بين التأمل والسؤال، المادي والرمزي.أ (ص 106)

كل هذه العناصر وغيرها، ساهم بشكل كبير، في تحقيق انسجام واتساق النص مع مكوناته السردية، بدءا بانسجام العنوان والفصول والفقرات، إلى اتساق الجمل والعلاقة بين الكلمات.

 7 – خلاصات أولية:

لم تكن رحلات “أرخبيل الذاكرة” التي اقترحها الكاتب عبد الرحيم مؤدن، كتابة عارضة أو عابرة؛ وإنما كتابة ذات رؤية سردية عنيت بالتفاصيل والجزئيات وقدمت فوائد ومعلومات إضافية أغنت المتن الرحلي، وأضفت عليه طابع الموسوعية والأدبية. فالكاتب نهل من اللغة والفكر والأدب، كما أفاد من الفن والدين والفلسفة، وكل ما من شأنه أن يقرب المادة الرحلية إلى القارئ العربي والأجنبي في آن.

في هذا الكتاب، برحلاته الأربع، يكون عبد الرحيم مؤدن قد أعطى صورة تقريبية على ما آلت إليه الرحلة المغربية المعاصرة، من جهة، وأبان عن دربته الطويلة في مجال الكتابة، ساردا وباحثا عن المعنى الجميل والعبارة الأجمل، من جهة ثانية.

إنها رحلات، متعددة الأبعاد والدلالات، ارتأى الكاتب أن يقدمها للقارئ العربي بعين نافذة وناقدة في آن، توسل خلالها بالذاكرة وما التقطته من تفاصيل لحظة السفر، قبل أن يحولها عبر اللغة إلى نص محكي، يرفد من تقنيات الكتابة الأدبية.

هكذا، استنادا إلى ما سبق، يمكن اعتبار رحلات “أرخبيل الذاكرة”، بمستوياتها السردية المتنوعة، حوارا فنيا بين الأجناس، وسفرا أدبيا في مساءلة المكان وعلاقته بالذات والآخر.

هوامش:

(*) “الكتابة والرؤيةلأحمد زنيبر

الطباعة والإخراج: دار أبي رقراق للطباعة والنشر- الرباط 

الطبعة :الأولى 2020

(1) عبد الله حمد الحقيل. صور من الغرب. مطاح الفرزدق التجارية. الرياض 1989 . ص 5 

(2) أحمد بوغلا. الرحلة الأندلسية الأنواع والخصائص. دار أبي رقراق. الرباط 2008. ص 146

(3) حسين محمد فهيم. أدب الرحلات. سلسلة عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت 1989 العدد 138. ص 17 

((4) الشكلانيون الروس. نظرية المنهج الشكلي. ترجمة إبراهيم الخطيب. مؤسسة الأبحاث العربية. بيروت والشركة المغربية للناشرين المتحدين. الرباط. 1982. ص35

(5) انظر نص الشهادة التي قدمناها عن الكاتب تحت عنوان: سفر في الزمن الجميل . جريدة العلم. شتنبر 2014

(6) راجع دراسة نقدية عن مجموعتي “أزهار الصمت”  و, “طاحونة ١لماح “، ضمن كتابنا : قبعة الساحر قراءات في القصة القصيرة بالمغرب ” دار التوحيدي. الرباط 2009. ص 29-50

(7) انظر كتابه “أدبية الرحلة ” أدبية الرحلة. دار الثقافة. البيضاء. 1997

(8) أحمد بوغلا. الرحلة الأندلسية الأنوق والخصائص. دار أبي رقراق. الرباط 2008ص107

(9) أحمد المديني. “خرائط تمشي في رأسي”. دار الأمان. الرباط 2016. ص 5

(10) عبد الرحيم مؤدن. أرخبيل الذاكرة. المطبعة والوراقة الوطنية. مراكش 2013.  ص 5

(11) عبد النبي ذاكر. الخطاب المقدماتي. مقال ضمن مجلة المناهل. وزارة الثقافة. ع 79. س 2006.  ص 332  

(12) تزفتان تودورو. مقولات السرد الأدبي، ترجمة الحسين سحبان وفؤاد صفا، مجلة آفاق اتحاد كتاب المغرب. ص 42 

(13) شعيب حليفي. أدبية الرحلة عند ابن الخطيب. مقال ضمن مجلة المناهل. وزارة الثقافة. ع 2006/79. ص 323

شارك هذا المقال على:
الكتابة والرؤية لأحمد زنيبر
أدبية الكتابة في رحلات “أرخبيل الذاكرة” لعبد الرحيم مؤدن

كتب 4 مساهمة في هذه المدونة.

حول الكاتب :

أحـمـد زنـيـبـر (10 مارس 1964-) شاعر، باحث وناقد أدبي مغربي. تخرج أحمد زنيبر من المركز التربوي الجهوي سنة 1986، عين أستاذا للسلك الأول -الإعدادي- منذ 1986 لمدة 21 عاما في المدن: سطات - الصخيرات - تمارة - الرباط - سلا، ثم عين أستاذا للسلك الثاني -الثانوي- منذ سنة 2007 لمدة 5 سنوات بسلا، وبعد ذلك عين أستاذا جامعيا بالمركز التربوي الجهوي بالرباط سنة 2012، كما عمل أستاذا زائرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط من سنة 2004 إلى سنة 2011 (السلك الثالث: وحدة تحقيق المخطوط العربي / ماستر الأدب العام والنقد المقارن)، بالإضافة إلى إعداده وتسجيله لدروس تلفزية في برنامج «التلفزة المدرسية» منذ سنة 2007 بالقناة الرابعة المغربية

تعليق واحد على: “أدبية الكتابة في رحلات “أرخبيل الذاكرة” لعبد الرحيم مؤدن

  1. شكرا جزيلا الأخ العزيز أحمد زنيبر على موافاتي برابط مؤلفك الرائع “الكتابة والرؤية” ، و الذي استقيت منه الدراسة القيمة “أدبية الكتابة في رحلات “أرخبيل الذاكرة” لعبد الرحيم مؤدن.” . شكرا .

علق على هذا المقال :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*account_box
*email
*comment_bank
You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>