هذا المقال يحتوي على: 22 كلمة.

حجم الخط

remove add

أخي العزيز عبد الرحيم مودن.مررت هذا الصباح من ساحة الخبازات,لم يعد هناك من أثر لبائعي الخبر ,غير أن التسمية أخلد.من هنا كنا نتأبط محافظنا الجلدية المهترئة ,نجد الخطى نحو مدرسة التقدم ,نصغي لدروس أفلحت في تلقيحنا بالحس الوطني فالقومي فالإنساني. لابد أن نعبر قنطرة محطة القطار الصغرى لنتوقف عند مكتبة الجوهري .الواجهة الزجاجية تعرض كتبا مغرية بأغلفتها الجذابة ,وعشقنا لامتلاكها لا تعدله سوى متعة العشق الأول.نتحسس جيوبنا ونمني النفس بأن نلم ثمن الغلاف والحيرة تملأ قلوبنا في من الأسبق؟…شمس العرب تسطع على الغرب…؟لمحات من تاريخ العالم؟…هكذا تكلم زرادشت؟…ألف ليلة وليلة؟… ننحدر نحو ساحة الحلاقي…تسمى اليوم ساحة مولاي يوسف…ومنها الى شارع الملك حسين .في أوله على اليمين مكتبة الضعفاء .هنا إمكانية الشراء وإمكانية الكراء,والثمن في متناول الجميع.التنقيب هنا يفي بالغرض.سلسلة كتابي .سلسلة اقرأ.سلسلة كتاب الهلال.سلسلة روايات الهلال.سلسلة جونسون.سلسلة أرسين لوبين.سلسلة الكتاب الذهبي.سلسلة الكتاب الفضي,حيث سنكتشف يوسف ادريس في مجموعته القصصية أرخص ليال .وهو مازال بعد طالبا بكلية الطب ,,,مجلات وكتب بكل اللغات ,بأثمنة زهيدة فالمكتبة اسم على مسمى. في نفس الشارع وعلى بعد ما يقارب المئة متر,مكتبة بوفلوس.لابد أن نقتني العدد الجديد من مجلة العالم أوالموعد…قراءاتنا لاحدود لها,فيها الغث والسمين .بعد الخروج من المدرسة نتبع قطار البضائع البطيء الذي يمر خلف سور المدرسة مغادرا الميناء متجها نحو معمل الورق والكرطون محملا بأطنان من المجلات والجرائد بكل لغات العالم .كل منا يمد يده لاجتذاب ما يتهيأ له,فتكون ضربة الحظ التي قد تجود على جمع اليد بكنز ثمين. وكان لابد أن نكبر…انها سنة الحياة.أصبحت اختياراتنا القرائية أكثر عقلانية .نختار ما نقرأ و نخضعه للنقاش,وحتى نتغلب على ثمن التكلفة وزعنا الأدوار صحبة الزملاء.كل واحد يختص بشراء مجلة بعينها ثم نتبادل فيما بيننا .هنا أصبحنا أكثر نضجا ,فكان الأدب المغربي حاضرا في قراءاتنا وفي المقررات التربوية التي ندرسها ونمتحن فيها .لا حصر ولا حد لما كنا نلتهمه من كتب ومجلات.ثم كانت جولاتنا في المكتبات العمومية. مكتبة التقدم.مكتبة دار الشباب.المكتبة الأمريكية.كنت أنت معجبا بويليام فولكنر,ومعجبا برواية الأم لمكسيم جوركي…أطلعنا بعضنا على كتاباتنا الأولى,ونشرنا معا عملنا الأول في نفس السنة وبنفس المنبر.تابعنا دراستنا في نفس الكلية ,وأصدرنا مجموعتنا القصصية الأولى مشتركة.ثم تقاذفت بنا عوادي الزمن .جربنا الحلو والمر,لكننا لم نفتر لحظة عن حب هذا الوطن ,وعن حب هذا الفن الرائع الجميل الحلو الصعب الممتع الذي يسمى القصة القصيرة,لا أريد أن أسحب منك أستاذتيك ولا بحوثك الأكاديمية ولا نقدك أو كتاباتك للأطفال أو للمسرح أو مقالاتك ومذكراتك ,فأنت كفء,لكنني أعجب بك ككاتب قصة قصيرة متميز ساهم بشكل كبير في إرساء هذا الفن وتطويره في بلدنا المغرب وفي الوطن العربي. تحية لك أيها القاص الرائع.

إدريس الصغير يوم الاثنين 28يوليوز2015 تحل الذكرى السنوية الأولى لوفاة القاص عبد الرحيم مودن.

شارك هذا المقال على:
ادريس الصغير مع المرحوم عبد الرحيم مودن
إدريس الصغير

كتب 1 مساهمة في هذه المدونة.

حول الكاتب :

إدريس الصغير من مواليد مدينة القنيطرة يوم 21 ماي سنة 1948 ، بدأ النشر سنة 1966، وقد غطت قصصه جل المنابر الأدبية في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، كما ترجمت الكثير من أعماله إلى معظم اللغات الحية.

editأكتب له أو تتبعه على:

علق على هذا المقال :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*account_box
*email
*comment_bank
You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>