هذا المقال يحتوي على: 33 كلمة.

حجم الخط

remove add

عبد الرحيم مودن نشر في العلم يوم 27 – 10 – 2008
تحتاج نتائج الأبطال المغاربة ب «بكين» من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى وقفة تأمل مشوبة بالاحترام والتقدير لإنجازاتهم المبهرة! وهذه الوقفة تحيل، بالضرورة على الألعاب السابقة، أو الخيبات السابقة التي حصدها «أبطال بدون مجد» حاولوا ستر المستور بالغربال، ولكن دون جدوى!! فمن المؤكد أن نزول هؤلاء «الأبطال» إلى الميدان في خضم الصراع الشريف، سيدفع بهم الى نسيان، أو تناسي الوسطاء وتجار المناسبات والمفتاح الصالح لكل الأقفال وخبراء آخر ساعة، و«البزناسة». الخ من أجل عيون الوطن. الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد النصر الحالي، لم تعد لهم حاجة، عند أحد، سواء كانت خاصة أم عامة، فالآخر هو الذي أصبح محتاجا إليهم أكثر من أي وقت مضى. و«الآخر» له مرادفات عديدة تنسحب على الإنسان والزمان والمكان، تنسحب، أيضا، على «القانون الظالم» الذي جعل من كائن ما يحتاج الى كائن آخر، علما أن الاحتياج مسألة نسبية، والمحتاج إليه في لحظة ما، قد يصبح مانحا في لحظة أخرى كما حدث في الألعاب الأولمبية مؤخرا، بالصين.
البطل الجديد بطل مضاعف بحكم مواجهته لما ألحق به من احتياج وحاجة. وهو ثانيا يواجه منافسة رياضة شرسة بخلاف البطل الأول الذي يخوض صراعا ذا بعد واحد!!
إنها بطولة مزدوجة، أو بطولة استثنائية بالقياس إلى البطولة العادية.
في تاريخ الإبداع الإنساني، على اختلاف أنماطه ومستوياته، نماذج إنسانية عديدة لهذا التحدي المدهش، ونتائج الأبطال المغاربة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تخرج عن هذا السياق.
وإذا كان ذلك يحتاج الى تفسير أو تبرير، وهو أمر ليس بالسهل ، فإن أهم التفسيرات، أو التبريرات، تتجسد بالإضافة الى ثنائية التحدي المشار إليها سابقا، أي تحدي ثنائية الذات (الإعاقة) والآخر (المنافس في الميدان) أقول، إن أهم التفسيرات تكمن في تجاوز تحديات ثلاثية، عوض أن تظل ثنائية. ينضاف، إذن، إلى تحدي الذات والآخر، أو المنافس المشارك في التباري، التحدي الثالث المتمثل في الغائب الحاضر وهو المنافس «السليم» المدلل والمتماهي مع «البطل العالمي»… وبالرغم من ذلك، فهو لم يحصد في منافسات «الأصحاء»، «إلا الخيبة!! وبعيدا عن التصريحات العائمة، أو الفضفاضة، مثل «صناعة البطل يقتضي سنين عددا»، ومثل ضعف أو تواضع الإمكانات المادية، بعيدا عن كل ذلك يستمر الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في إبهار المتابعين، أو المتلقين، يقودهم حافز التحدي لكل العراقيل سواء مست أصحاب الاحتياجات أو الذين لا حاجة لهم.
ومن المؤكد أن هذا الميدان يحتاج الى أنواع عديدة من الدعم المادي والمعنوي، ولكن من المؤكد أيضا، أن هذا الميدان يحتاج الى العطاء دون حسابات الربح والخسارة.. العطاء من أجل الوطن دون زيادة أو نقصان.. وهذا ما جسده أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة في الألعاب الأخيرة ب «بكين» هل يحتاج ذلك إلى أن يصبح كل الأبطال، أو كل المشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

شارك هذا المقال على:
بطل الأبطال

كتب 62 مساهمة في هذه المدونة.

حول الكاتب :

إن أ.د.عبد الرحيم مؤذن، شخصية إنسانية وثقافية وإبداعية.فهو أديب وقاص وناقد مغربي وباحث خاصة في أدب الرحلات . ولد بمدينة القنيطرة المغرب سنة 1948 وتوفي ب هولندا في 27 يوليو 2014م.

editأكتب له أو تتبعه على:

علق على هذا المقال :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*account_box
*email
*comment_bank
You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>