ونحن نرسم معالم هذا الكتاب الذي نعتبره عملا إنسانيا أكثر منه نقديا، اصطدمنا بندرة الأعمال القصصية، وصعوبة الحصول عليها، وخاصة الصادرة خارج المغربي، وقد حز في أنفسنا غياب إنتاجات أسماء كبيرة معروفة، لها مكانتها وصيتها في المشهد الأدبي المغربي والعربي، مما حرمنا – نحن الأجيال اللاحقة- من العثور عليها، والتمتع بالسفر في عوالمها السردية.
وهكذا شرعنا في البحث عن أعمال القصاصين الذين رحلوا، انطلاقا مما توفر في مكتبتنا الخاصة ومكتبة بعض الأصدقاء المقربين وما وجدناه في بعض المكتبات المغربية وكذا ما عثرنا عليه في بعض المنصات الإلكترونية، لذلك اعتمدنا في كتابنا هذا على ما تجمع لدينا من المتون القصصية الجيدة، مع الإشارة إلى عدة إكراهات طبعت عملنا منها تلاشي بعض الأعمال المتوفرة، والاشتغال على نسخ مصورة غير واضحة المعالم.
إلا أن إصرارنا على إنجاز هذا الكتاب كان أقوى من الصعوبات التي واجهتنا على رأسها غياب الإصدارات، ورفض وتماطل بعض الباحثين الرواد والشباب في التعاون معنا من أجل إنجاز هذه الدراسات النقدية الرصينة وهنا نحيي النقاد والباحثين الأجلاء الذين آمنوا بهذا العمل النقدي الإنساني وانخرطوا فيه بتلقائية، والذين وردت دراساتهم هنا حسب الترتيب الأبجدي لأسمائهم، تفاديا للمفاضلة بين الباحثين المشاركين: ذ. أمديون رشيد، د. أوعسري الحسين، ذ. بنسالم محمد زكرياء، د. بن زين عادل، د. الجابري عبد الحكيم، د. اخليفة الحسين، ذ. الشعري ياسين د. صولة محمد، د. لكحال محمد، د. المعتصم عز الدين، ذ موزون سعيد، د مسرار محمد، ذة. المرابط شيماء، ذ. نوالي حسام الدين، ود. يعلى مصطفى.
وإن كنا قد اشتغلنا على خمسة عشر اسما ممن عثرنا على أعمالهم القصصية، وأغلبهم رحلوا في أوج عطائهم الإبداعي، إذ خطفهم الموت إثر حادثة سير مميتة، أو مرض عضال، أو أزمة قلبية، لهذا نعتبر هذا العمل التفاتة بسيطة تجاه رموز القصة المغربية الذين أبدعوا ونجحوا في إمتاعنا برحيق قصصهم القصيرة وهم عبد اللطيف الزكري، محمد زفزاف، إدريس الخوري، عبد الرحيم مؤذن، المهدي الودغيري، مليكة نجيب، زهرة زيراوي، إبراهيم زيد، محمد شكري، مليكة مستظرف، عبد الجبار السحيمي، محسن أخريف، سمية البوغافرية، محمد غرناط، ومحمد أنقار.
وسنحاول البحث والتنقيب عن المزيد من الأعمال القصصية لاستكمال هذا البحث، خاصة وأن المشهد الثقافي المغربي يزخر بالعديد من الأسماء اللامعة التي خلفت وراءها أعمالا سردية وقصصية جميلة تستحق القراءة والمواكبة النقدية.
فاطمة الزهراء المرابط