هذا المقال يحتوي على: 270 كلمة.

حجم الخط

remove add

“المهم ليس هذا ولكنه “المدخل” الذي حرره القاضي الفاضل كما كنت أنعته ككل صديق يحمل اسم عبد الرحيم ! هذا “المدخل” النقدي الرائع كان يعبر لي عن تمكن الرجل وعمقه في باب النقد. لقد تلقيت التهنئة من عدد من الزملاء داخل المغرب وخارجه، ولكن كل تلك المطايبات لم تلق مني ما لقيه ذلك “المدخل” الذي اعتمد فيه، كمثقف مزدوج اللغة، على المصادر الأجنبية المتمكنة، “المدخل” الذي تهافتت بعض الصحف المغربية على نشره كمثال على صلابة عود عبد الرحيم كناقد يعرف معنى النقد في دلالته الأدبية. ليس هذا فحسب ولكن هذا “المدخل” كان وراء سعي دار الطبع الفرنسية سيروكو SIROCO إلى ترجمة الرحلة إلى اللغة الفرنسية عام 2009، الأمر الذي زاد في الرحلة انتشارا على الصعيد الدولي…

تحية تقدير وود وإكبار وبعد، فيطيب لي أولا أن أشيد بالمبادرة الرائدة التي قمتم بها عندما قررتم، بتنسيق مع أصدقاء الجمعية التي أعتز بالانتساب إليها، قررتم تنظيم أربعينية لتكريم روح فقيدنا العزيز الأستاذ عبد الرحيم المودن الذي كان فعلا مثال الناقد الصادق والكاتب الموهوب.

سرني ما قرأته في الصحف المغربية عن مسار هذا الكاتب وسيرته المثالية، وأحزنني افتقاد المشهد الثقافي لهذا الإطار المبدع، الذي كان يتمتع بأخلاق عالية رفيعة يتوجها التواضع الجم ونكران الذات. جمعتني به ماتة يرجع فيها الفضل إليه عندما اقترح علي أن أساعده في تأطير طلبته بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس حيث لبيت طلبه فورا ووجدت صحبته نخبة من مساعديه ومعارفه، وكأنني تعرفت على عبد الرحيم منذ فترة … كان موضوع اللقاء حول رحلة ابن بطوطة التي قمت بتحقيقها الذي نشرته أكاديمية المملكة المغربية في خمس مجلدات عام 1997م 1417هـ. ولكنه – وهذا مهم – لم يكتف بإرضاء رغبته وسألني عن رحلتي الأولى إلى فرنسا عام 1952 التي كانت ما تزال مخطوطة … والتي قلت فيها ما قد لا يجوز قوله ! رغب أن يقدم لها … أكبرت فيه هذا البادرة حول نصّ كنت أعتقد أنه لا يستحق كل ذلك الاهتمام منه. وقد ازداد إلحاحه على الطلب بعد أن قرأ الرحلة … وهكذا لم أشعر إلا والكتاب بين يدي وعن دار الحرف والنشر والتوزيع بالقنيطرة عام 2008م.

المهم ليس هذا ولكنه “المدخل” الذي حرره القاضي الفاضل كما كنت أنعته ككل صديق يحمل اسم عبد الرحيم ! هذا “المدخل” النقدي الرائع كان يعبر لي عن تمكن الرجل وعمقه في باب النقد. لقد تلقيت التهنئة من عدد من الزملاء داخل المغرب وخارجه، ولكن كل تلك المطايبات لم تلق مني ما لقيه ذلك “المدخل” الذي اعتمد فيه، كمثقف مزدوج اللغة، على المصادر الأجنبية المتمكنة، “المدخل” الذي تهافتت بعض الصحف المغربية على نشره كمثال على صلابة عود عبد الرحيم كناقد يعرف معنى النقد في دلالته الأدبية. ليس هذا فحسب ولكن هذا “المدخل” كان وراء سعي دار الطبع الفرنسية سيروكو SIROCO إلى ترجمة الرحلة إلى اللغة الفرنسية عام 2009، الأمر الذي زاد في الرحلة انتشارا على الصعيد الدولي. * * * لقد رحل عنا عبد الرحيم في صمت … وصلتني أخبار نعيه وأنا أخضع لعملية جراحية صرفتني عن تعزية أسرته في الوقت المناسب لكن “العزاء لا يشيب” كما يقولون لذلك أرجو أن تكونوا لسانا يعبر عن مواساتي لأهله وذويه وكلنا أهله وذووه ! وكما قال الشاعر العراقي مهدي جواهري : “إنا إلى الله” قول يستريح به * ويستوي فيه من دانوا ومن جحدوا

مجلكم د. عبد الهادي التازي

شارك هذا المقال على:
رحلتي الأولى إلى باريس النسخة الفرنسية
عبد الهادي التازي

كتب 1 مساهمة في هذه المدونة.

حول الكاتب :

تعلم القرآن وحفظه في الكتاب في سن التاسعة، وبعد ذلك قرر التوجه إلى المدرسة ومن ثم الجامعة التي حاز فيها على اجازة من جامعة القرويين سنة 1947م، ومن ثم جامعة محمد الخامس وحصل على دبلوم الدراسات العليا. في سنة 1972 حصل على دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية حيث كان موضوع الأطروحة جامعة القرويين.

editأكتب له أو تتبعه على:

علق على هذا المقال :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*account_box
*email
*comment_bank
You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>