الغربة حبيبتي
15 يوليوز 2015
الغربة حبيبتي: عنوان القصة القصيرة الأولى للكاتب عبد الرحيم مودن في المجموعة القصصية المشتركة التي أصدرناها معا سنة 1976 هل كان عبد الرحيم يصف لحظة انية تنزاح من الحاضرلتتوارى في الماضي؟أم أنه كان يصف ذات اللحظة ,دافعا بها نحو المستقبل؟غير أن الفنان المبدع عزيز سيد مصمم غلاف المجموعة القصصية ,والرسوم الداخلية يصور بطل القصة معانقا غربته التي تعانقه بدورها كما يحدث في الصور الفتوغرافية التي يلتقطها لنا المصور ,في الاستوديو طالبا منا أن نتماسك باليدين.الغربة تمسك بالبطل والبطل يمسك بها.الغربة هي أن يلقي بنا القدر في مكان لانعرف فيه أحدا ولايعرفنا فيه أحد.أما أن نتغرب في المكان الذي ولدنا فيه ونشأنا ,وكونا فيه محيطنا .ونبتت فيه جذورنا ,فذلك منتهى القرف.وأنا أكتب هذه الكلمات يلتقي عقربا ساعتي معا فوق الرقم 12 ليبدأ العد من جديد لاحتساب يوم جديد هو الاثنين 27 يوليز 2015 اليوم الذي غادرنا فيه القصاص المبدع عبد الرحيم مودن ,بهولندا,منذ سنة,وكانه الأمس القريب.كنت أنتظر من فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة أن يحيي ذكراه بما يستحقه من تبجيل يعبر عن مكانته العلمية والأدبية .فلقد قدم للفرع الكثير الكثير .ثم انه مؤسس لهذا الفرع,ان هذا الجحود غير المبرر,يدل على الخساسة والدناءة ,وعلى أن هنالك أناسا لانعرف لماذا تسلم لهم بطاقة العضوية ويدفع بهم لتحمل مسؤولية ليسوا أكفاء لحملها,اذ فقط يحملونها لعشيرتهم ليتباهوا بها أمام الاقرباء.غير أن مايعرفه الجميع أن ليس للفرع أي فضل في تكريم عبد الرحيم ولا في تأبينه .كاتب الفرع الان يغط في نوم عميق ,يتعالى فيه شخيره وتتراقص فيه امعاؤه,لكن عبد الرحيم مودن سيظل قامة كبيرة في تاريخ الأدب العربي ,قصاصا وباحثا واكاديميا من الطراز الرفيع,فغربال فرع الاتحاد بالقنيطرة يستحيل أن يخفي شمس مؤسس لذات الفرع .رحم الله عبد الرحيم مودن ,وبئس أولئك الذين كانوايتملقون له طلبا لمصلحة ذاتية.لكننا لن نترك عبد الرحيم غريبا أبدا .سوف نحيي ذكراه بالشكل الاليق.
28 يوليوز 2015
صفحات من ترجمة “السمكة والأميرال” للمرحوم عبد الرحيم مودن، كان من المفروض أن تكون آخر ما ينشر له وهو على قيد الحياة، لكن المرض لم يمهله ورحل شبه مطمئن بعد أن وعده اتحاد كتاب المغرب بنشرها. وقد استلم هذا الأخير نسخة جاهزة للنشر في أواخر مارس 2014. واليوم تمر ذكرى وفاته رحمه الله في سكون رهيب…لم يذكره فيها إلا عائلته وبعض من أصدقاءه…
رحمك الله، فقد عشت غنيا بتفانيك في عملك وجديتك، ومساهماتك في الحقل الثقافي المغربي والعربي ورحلاتك جسدا وروحا فإبداعا في أكثر من حقل…
وداعا عبد الرحيم مودن
27 يوليوز 2014
توقف أيها الزمن برهة,حتى ألملم نفسي,أوأتنفس مالئا رئتي بهواء الوطن وهواء القنيطرة.توقف حتى أريح جسدي فوق ثرى المدينة الأحمر الترابي المزدان بالأقحوان .توقف حتى أنثر أسماء أحبابي واحدا واحدا,فيكون الوجع وتكون الذكرى ويكون البوح وتكون الحبيبة متشحة بأزهى حللها جميلة فاتنة تلاعب الريح خصلات شعرها ,المنساب على الوجنتين وعلى الجبين.جبين من وجنة من .توقف حتى نخلق نصا جميلا كما هي الحبيبة,نصا سحريا كما هو البيان,كما هو العشق ,كما هو العلو نحو سامقات المتع.
توقف أيها الزمن برهة ,حتى أستجمع أنفاسي ,توقف حتى تنجلي الغلالة عن عيني,ثم تدفع بنا وئيدا,حتى أرى فتى لم يعشق منذ صباه سوى الفن الرفيع ,ولم يكرس حياته سوى للقلم,هو ذا ينسج عالما سحريا من الكلمات ,هو ذا يمتعنا .هل كان يحترق لنسعد نحن .هو ذاك حال المبدعين الكبار.لقد كنت مبدعا حقا وباحثا مجتهدا وفنانا يعز نظيره.
رحم الله الكاتب عبد الرحيم مودن وأسكنه فسيح جناته.
تعازي الحارة إلى أخته الكريمة ناديا مودن وبقية أخوته وإمهم ,والى زوجته السيدة حورية مجتهد, وابنيه أمين وبهية, وبقية أفراد الأسرة, وجميع المثقفين والمبدعين والأدباء والأصدقاء .
إنا لله وإنا إليه راجعون.
27 يوليوز 2018
ليوم الجمعة 27 يوليوز 2018 تحل الذكرى الرابعة لوفاة المرحوم عبد الرحيم مودن .لست متأكدا أن الساحة الثقافية ،قد قامت بالواجب في تخليد ذكراه واستحضار أعماله ومؤلفاته ودوره التربوي .كما أنني متأكد أن الجامعة التي عمل بها أستاذا لن تعبأ بحلول ذكرى وفاته ولا حتى بعض الزملاء الذين رافقوه كظله فترة من الزمن ريثما نالوا مبتغاهم.لله ألأمر من قبل وبعد.
27 يوليوز 2022
تحل اليوم الذكرى الثامنة لوفاة المغفور له عبد الرحيم مودن، الكاتب والباحث المغربي. صديقي و زميلي في الدراسة منذ الأقسام الابتدائية. وما يحز في النفس أن ناشرا يستحوذ على عمل هام للمرحوم ، يتماطل في طبعه وتوزيعه، رغم أنه جدد العقد مع أرملة المرحوم منذ سنوات، وبعد إلحاحنا واعد بطبعه وعرضه بمعرض الكتاب الذي أقيم مؤخرا في الرباط، لكنه لم يفعل. كلنا حتما سنلقى نفس المصير في هذا البلد الغريب. المرجو من الإخوة المثقفين والمبدعين والمسؤولين أن يساعدونا في إيقاف عرقوب عند حده.
15 ماي 2016
من سوء حظي ,وحظ القنيطريين من جيلي أن جميع المعالم التي تذكرنا بصبانا وشبابنا اندثرت ليس بسبب الحروب أو غضب الطبيعة,ولكن بسبب جشع ألإنسان الذي قال عنه المرحوم عبد الرحيم مودن بأنهم يتمنون أن يجزؤوا السماء إلى بقع سكنية لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا,لو عاد إلى الحياة محمد زفزاف أو مبارك الدريبي أو محمد بندفعة أو مصطفى بويغرومني أو بلمزوقية أو أي واحد من موتانا الكرام,لما اهتدوا إلى طريقهم بيسر,هذا الصباح وأنا أمر قرب مقهى الأروقة ,رأيت علامات بدء الأشغال ,ربما لإعادة المكانة. اذا لم يكن الأمر , مزحة أو شأنا آخر.فطوبى لنا. لعل هذا.اول الغيث .وما لا يدرك كله,لا يترك جله.خسرنا ذاكرتنا العمرانية,فأعيدوا لنا الإنسان القنيطري الحضاري المتخلق المدني كما عايشناه في ستينيات القرن الماضي,ولكم الشكر.
الذكرى الثانية لوفاة الكاتب والباحث المغربي ,عبد الرحيم مودن.
27 يوليوز 2016
. حين أتأمل في هذا تأخذني أحاسيس لا أحسن التعبير عنها…..كنا في يوم ما صغارا,نتأبط محافظنا ونسعى بوجل ودهشة نحو باب حديدي بارد كبير ,ينفتح بشراهة ليبتلع أجسادنا اللدنة الفتية الصغيرة,ثم ينغلق علينا بصرامة,ليضيق الخناق علينا فيوزعنا على غرف ,مثنى مثنى…رائحة الحبر الأزرق الذي يخضب أصابعنا ,ويلون ثيابنا,وغبار الطباشير الذي ,يجعل رؤوسنا تشتعل شيبا قبل الأوان….اذا انغلق الباب فاعلم أن لا إفلات لك أبدا…أنت الآن في مدرسة التقدم ,بمدينة القنيطرة ,بتاريخ 1956سنة استقلال المغرب,وحين يضع (ابا بوعزة ) حزمة المفاتيح في جيب سترته,تتأكد أن لاخلاص لك سوى في الاستسلام,,,,عبد الرحيم مودن كان رساما بارعا..هل كان فقط يحاكي أخاه ,,,حميد مودن الرسام الشهير؟أم أنها مسألة فنية جينية (جينيالوجية)؟؟؟لكن عبد الرحيم سيزهد في الفرشاة ليحمل القلم…عبد الرحيم كاتب قصة قصيرة ممتاز ومتميز,,,لم يستطع نقادنا(أشك في أنهم يستحقون حمل هذه الصفة) أن يكشفوا لنا عن متعة النص في قصص عبد الرحيم…..أو يرصدوا الإضافات التي ساهم بها في تطوير هذا الجنس الأدبي….البحوث والدراسات التي أنجزها كانت (رغم قيمتها العلمية) تدخل في إطار الوظيفة ,وهي بحوث أكاديمية,لا يمكن أن نستشف منها التفرد أو الموهبة التي نلمسها عند الكاتب (أي كاتب) في الإبداع. كنت دائما وما زلت أعتبر عبد الرحيم قصاصا,,,لايكتب القصة فقط ولكن يعشق قراءتها والبحث فيها والحديث عنها…شاءت الأقدار أن تربط مصيري الحياتي بمصير عبد الرحيم مودن…خلال عمر كامل.وفي محطات كبرى كان لها الأثر الكبير في تشكيل الأمزجة والرؤى….والكثير من القناعات.كنت اخر من جالس عبد الرحيم مودن في بيته في انتظار التحاقه بمطار محمد الخامس ليطير نحو هولندا لمتابعة العلاج…كان يشتغل في اعداد كتاب عن مدينة القنيطرة.أطلعني على الكثير من الصور والمراجع. حبذت الفكرة, فالقنيطرة مسقط رأسينا ومرتع صبانا وشبابنا.ومأوى كهولتنا وشيخوختنا…لم أكن أعلم أن وداعه لي عند باب داره .سيكون الوداع الأخير. بعد مدة ستأتيني مكالمة هاتفية من رقم خارجي…وكنت أمسك بمقود السيارة .علمت منها أنه صوت عبد الرحيم .خلت أنه رجع الى المغرب.وأخبرته أنني سأزوره في بيته….لكن القدر قرر غير ذلك….ستسلم لي زوجته الكريمة السيدة حورية مجتهد ,تذكارا رائعا ذا دلالة كبرى خصني به…أعرف على أن عبد الرحيم يستحق أكثر من هذه الوقفة…وأتمنى من الله أن تسعفني الصحة والمزاج لإنجاز عمل بقيمة عبد الرحيم الابداعية ,التي يتفرد فيها بأسلوبه الخاص وبصمته المتميزة.
29 ماي 2014
يغادر يوم الجمعة 30 ماي بعد الزوال,الكاتب المغربي الكبير,عبد الرحيم مودن,المملكة المغربية في اتجاه هولندا,لاتمام العلاج,دعواتكم له بالشفاء العاجل,والعودة الى نشاطه العلمي, بإذن الله.