مسرحية من ثلاثة مشاهد
عبدالرحيم مؤدن
المشهد الأول:
{بيت متواضع أشبه بالعشة في شاطئ مهجور، أصوات صاخبة، ينفتح الباب ويخرج الرجل الأول غضبان ويتبعه متوعدا وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى يلبس الأول بدلة عصرية فاقعة اللون، أما الرجل الثاني فقد كان لباسه تقليديا: عمامة ملفوفة حول طربوش، وجبة صوفية برز من فتحتها، عند العنق صديري مغربي بأزراره المصنوعة من كويرات حريرية}
ابن بطوطة {وكأنه يخاطب نفسه} أكثر من ثلاثين سنة في الرحلة والارتحال..ويأتي أخيرا هذا الذي قطر من السقف ليعلمني..على آخر أيامي..
{يقاطعه “ابن جزي” بلهجة ساخرة وهو يعود أدراجه نحو العتبة}
ابن جزي: هل قلت شيئا يا ابن بطوطة؟
ابن بطوطة: لا..ولكن؟
ابن جزي: {يقاطعه من جديد، يعنف هذه المرة دون أن تغادره اللهجة الساخرة} أعرف ما يدور تحت تلك العمامة البنية، كل شيء تغير إلا أنت…والرأس الذي لا يدور يظل كدية جرداء كأداء..
ابن بطوطة: لو رأيت الكدية المباركة ب”دمشق” لغيرت رأيك ربوة واحدة تتفرع منها أنهار سبعة..و..
ابن جزي: ها أنت قد عدت الى تخريفك الذي سينتهي بك الى الجنون!!
ابن بطوطة: قلت لك: الرحلة لا تباع ولا تشترى، الرحلة شرف الرحلة، هل يباع الشرف؟
ابن جزي: مالنا والشرف؟! قلت لك كل شيء تغير إلا أنت..سقط جدار برلين وشنق لنين وانتقل اليسار الى اليمين..إلا أنت ..إلا أنت!!
ابن بطوطة: لا يهم ..انظر لو تكلمت هذه الأمواج لنطقت باسمي قبل كل الأسماء، كل موجة أعرف أصلها وفصلها.
ابن جزي: {رافعا حاجبيه بسخرية} مقاطعا: كلام غريب..غريب! {يلتقط صفيحة مربى فارغة من التراب ويخاطب ابن بطوطة بلهجة متحدية} لو ملأت هذه الصفيحة من مياه البحرين، هل تستطيع فرز مياه المتوسط من مياه الأطلسي؟
ابن بطوطة: نعم..وأكثر من ذلك انظر الى هذه الموجة الأخيرة التي تهمس الى الدار الغربي من هذه العشة..آخر موجة…هل رأيتها؟! إنها من الصين..
ابن جزي: هل تمتلك عينين نائمتين وبشرة صفراء!! {ينهي كلامه بضحكة ساخرة صادرة عن أنفه}..عجبا!!
ابن بطوطة: هل بالفعل كذبت..ولذلك ترى ولا تبصر؟
ابن جزي: هذه كلمات متقاطعة!! أرى..لا أبصر..
ابن بطوطة: {واضعا يده على قلبه} البصرة يا صاحبي وليس البصر..الرحلة توجد بهذا المكان {يضع ابن بطوطة يده على قلبه باستسلام وارتياح}
ابن جزي: وماذا تقول عن هذه الذرات؟! {يأخذ حفنة من رمل الشاطئ ويرسلها في اتجاه الريح} هل هي ذرات السند؟
ابن بطوطة: لو أخذت طريق القلب لتبسطت أمامك كل الطرق..السفر هو أن تسافر دون أن تسافر.
ابن جزي: هذه الألغاز لا تهمني..الطريق الذي أعرفه الآن لا يزيد عن عشر كيلموترات إلا بقليل..هناك على مرمى حجر
ابن بطوطة: لا يفاضل الرحالة بين الطرق..الطرق فلذات كبده، لا مفاضلة بين أبنائه سواء كان صبيا أو شيخا..الطريق سواء كانت في حجم حبة عدس أو في عرض قارة شاسعة، فالرحالة يرتحل بقلبه قبل قدمه.
ابن جزي: إذن اتفقنا..الطريق لديك سواسية..لنبدأ {يقاطعه ابن بطوطة بإشارة حاسمة من سبابته}
ابن بطوطة: لا أريد أن أتحول في آخر أيامي الى مضارب في الطريق
ابن جزي: ألم تسمع عن الطريق السيار؟
ابن بطوطة: سبحان الله..لا طريق يسير إلا إذا أراد صاحب المسير.
ابن جزي: ومقاول الطرق!؟
ابن بطوطة: ..هذا ليس بدعة!! قاولوا في الأحياء، فكيف لا يقاولون في الطرقات؟ الدين لله والطريق للجميع؟!
ابن جزي: ..الله يهديك..لن تخسر شيئا، ستظل دائما وأبدا أمير الرحالة في كل زمان ومكان..دقائق قليلة تعادل ثلاثين سنة من العذاب اللامجدي و..{ينهض ابن بطوطة فجأة، ويتجه نحو العشة بخطوات مضطربة، وهو يهمهم بكلمات غير واضحة، تابعه ابن جزي بنظرات مدهشة، ويده اليمنى تمسد شاربه بحركات سريعة عكست حيرته واضطرابه في هذه اللحظة}
المشهد الثاني
{يقف ابن جزي أمام مركب مطاطي بمحرك من نوع “ياماها”…ويبدأ في مناداة ابن بطوطة بصوت مرح}
ابن بطوطة: …!!
ابن جزي: ولكل إبريق غطاؤه
ابن بطوطة: ماذا تعني بهذا الكلام الذي لا أساس ولا رأس؟
ابن جزي: أعني يا شيخي، إنك لن تهددك تماسيح السودان مند اليوم، ولن تزعجك مغارات، عفوا، أفواه البحر أو أفرسه..ألم تقل في رحلتك أفواهها كالكهوف الغائرة، وهي ليس من الحيونات السائرة!!
ابن بطوطة: ….!!
ابن جزي: ستتربع على مجلسك في آخر القارب..وبجرة واحدة من هذا المقبض الأنيق يندفع بك القارب نحو الضفة الأخرى مثل الجواد الأصيل..أعترف بأنك أعجبت بهذا التشبيه!!
ابن بطوطة: ….!!
ابن جزي: وعوض أن تفزعك الجبال التي ارتعدت لها فرائصك يوم أن حسبتها طيورا مرعبة من فصيلة الرخ لن تجد أمامك ووراءك..بل في كل الجهات إلا الجمال..جمال الماء والإنسان..والحسان من كل حدب وصوب يسبعك في الذهاب والإياب.
ابن بطوطة: ..وهذا المركب..قلت ما اسمه!!
ابن جزي: “زودياك….زودياك يا شيخنا..وهو الآن “زودياك ابن بطوطة” اسم رائع.
ابن بطوطة: وماذا يحمل هذا الزودياك؟؟
ابن جزي: يحمل كل خير يحملك أنت أولا وأخيرا..ف”زودياك” نشرف بك قبل أن تتشرف به، هو الآن “زودياك ابن بطوطة” اسم رائع أليس كذلك؟
ابن بطوطة: وبعد؟
ابن جزي: سفن البر ولو كانت سلحفاة لن يتركوها بسلام، أما سفن البحر فمازال الماء قادرا على حمل ذنوب البشر..الأرض تظل مخلصة لوشمها ولو مر بها السائر في المنام..أما الماء، أو البحر فلن تجد أقدام أو أحلام، الماء يمحو كل الآثام..
ابن بطوطة: أشم من كلامك رائحة نتنة؟
ابن جزي: أقصد ..حتى ولو فاجأ أهل البر البحر، فهذا الأخير يفتح حضنه للجميع..أما أنت، يا شيخنا الجليل، فلم يجرؤ أحد على مس شعرة من رأسك.
ابن بطوطة: إذا فهمت..سأصبح دليل كل الهاربين.
ابن جزي: ..بل قل للراغبين.. فالراكبون إما ينتسبون الى جالية الداخل أو جالية الخارج، هذا هو زمننا ونحن أصحابه جاليتان ـفي الداخل أو في الخارج ـ لا غير!
ابن بطوطة: ما الفرق إذن؟
ابن جزي: لا يهمنا الفرق أو المفروق، كل من يريد القفز الى الضفة فمرحبا به،
ابن بطوطة: أنا رحالة قبل أن أكون مقاول هاربين
ابن جزي: {مقاطعا بعنف} قلت لك ليسوا هاربين..هم مهاجرون مثلا
ابن بطوطة: الرحالة يختلف عن المهاجر، ثم..إن الرحالة يعود قبل أن يفكر في الذهاب
ابن جزي: لنقل أنهم منفيون
ابن بطوطة: الرحالة يعود طال الزمن أو قصر
ابن جزي: أوف لنقل إنهم سائحون!
ابن بطوطة: الرحلة سياحة..هذا حق مشروع، ولكن إذا كان الأمر كذلك لما تريد إلباس هذا ال”زودياك” طاقية الإخفاء.؟!
ابن جزي: {بعد لحظة صمت قصيرة} ..لتعتبرها سياحة ..ارتحت الآن!؟
ابن بطوطة: لا أقصد بالسياحة تغيير الأمكنة كما تغير الملابس الداخلية..بل أقصد..
ابن جزي: {وهو يمسك بكلتا يديه رأسه} هل تحن قد انتقلنا الى المختصر المفيد!!
ابن بطوطة: عيبك يا “ابن جزي” أنك أخف من رزقك
ابن جزي: اسمع يا ابن بطوطة ..هذا موضوع آخر..قلت السياحة و..
ابن بطوطة: كنت أقصد يا صاحبي أن الرحالة يختلف عن السائح
ابن جزي: وما الفرق رحمك الله؟!
ابن بطوطة: {متلافيا النظرات المحرجة لابن جزي} السائح ينسخ الأماكن، وكأنه يمحوها بالممحاة بمجرد الابتعاد عنها ويدوسها بقدميه.
ابن جزي: والرحالة؟
ابن بطوطة: أما الرحالة فتستنسخه الأماكن والأشكال والأزمان، يحل فيه نسخ الشجر، أو ظل الكائن حيوانا كان أو إنسانا أو نباتا..
ابن جزي: معنى هذا أن الرحالة قد يتحول الى حيوان أو …
ابن بطوطة: نعم..ففي جزيرة القنافد تقنفدت، وببلدة العناكب تعنكب، وبحقول أشجار النارجيل تنرجلت..
ابن جزي: القنافد والعناكب فهمناها والنارجيل؟
ابن بطوطة: ثمار النارجيل لا تخلف عن وجوه البشر..تضحك أثناء البكاء حسب الأحوال، أشجار أدمية تفوق ابن آدم، حسا وإحساسا.
ابن جزي: هل ستجد الآن من يسمع هذا الكلام أو هذا الهذر؟
ابن بطوطة: ….!!
ابن جزي: طاوعني..”زودياك” ينتظر إشارة منك
ابن بطوطة: هل تريد مني أن أصبح مهربا للأرواح اليائسة في هذه المرحلة من العمر؟ في آخر آيامي يا ابن جزي؟
ابن جزي: من قال هذا الكلام؟
ابن بطوطة: أنت الذي جئت بهذا الملعون..ما اسمه؟
ابن جزي: “زودياك يا شيخنا” “زودياك”!!
ابن بطوطة: قلت لك، وأكرر ذلك من جديد، أنا رحالة ولست مضاربا في الطريق!
ابن جزي: هذا زمن الطريق ..الطائرة..طر حيث تطير..
ابن بطوطة: أنا لا أعرف إلا طريقا واحدا {يضيف ابن بطوطة بصوت مرتفع}،..ولن أغيره ما حييت..
المشهد الثالث
{يقتعد ابن بطوطة حجرا في اتجاه البحر خلف ظهره ازدادت العشة بسا، وتراكمت حولها أزبال عديدة..وغير بعيدة عن ابن بطوطة كان قارب “زودياك” مشدودا الى وتد مغروس في الرمل المبتل، يتقدم ابن جزي بحذر من ابن بطوطة تم يقرصه في كتفه الأيمن مداعبا، أما يده اليسرى فقد حملت ورقة مطوية حمراء اللون}
ابن جزي: {رافعا صوته بغنائية صاخبة}، “زودياك” يا “زودياك” // البحر يخشاك// والبر يهواك// والناس تهيم شوقا للقياك {تصخب هذه الكلمات أغنية محمد عبدالوهاب الشهيرة: “ساعة ما بشوفك جانبي” تتوقف الأغنية من المقطع الأول يصمت ابن جزي برهة قصيرة ثم يلوح بالورقة المطوية صارخا بأعلى صوته}: هذه مجرد لائحة أولية أولى..العشرات ينتظرون.
{يظل ابن بطوطة مديرا ظهره ل”ابن جزي” وبصره لا يغادر البحر}
ابن جزي: {بعد تردد قصير} هل أنت مريض يا ابن بطوطة؟
ابن بطوطة:…..!!
ابن جزي: آه فهمت!..لا تلتفت الى أولئك الحسدة والحقدة..ثم إن الصحفي لم يقل عيبا، ما اسمه، لم أعد أذكر اسمه يا ابن بطوطة؟
ابن بطوطة: {ملتفا بهدوء نحو ابن جزي دون أن يغادر مكانه}، ابن خلدون..عبدالرحمان ابن خلدون..
ابن جزي: نعم هو ذاك..لم يقل عيبا..فالناس، كما جاء في مثاله “يعتريهم الوسواس في الزيادة عند قصد الإغراب” هذا كل ما قال وأقول أنا بدوري ماذا سيفيد الناس من نساء أقدامهن في رؤوسهن..لا أدري؟ مهنة بائرة؟!!
ابن بطوطة: وهذا ما أسعدني تمام السعادة..منذ صدور المقال وأنا أنتظرك على أحر من الجمر نقمة من طيها نعمة.
ابن جزي: أخيرا فهمت اللعبة لن ينفعك إلا جيبك..هل سيأكل أبنائك حكاية لحية الشيخ “جمال الدين” أو حكاية “حسن المجنون”؟
ابن بطوطة: الآن تأكدت بأن الاسم يدل على المسمى
ابن جزي: سأقبلها منك هذه المرة، أنا مجرد ابن لحظتي..بعد أن يتحرك “رودياك” سأصبح ابنا لجزء كامل، ثم لأجزاء الى أن تملك البحرين والبرين!!
ابن بطوطة: ما زلت تفكر مثل جزيء غرير يا “ابن جزي”؟ وكلامك يدخل من هذه الأذن ليخرج من الأخرى.
ابن جزي: لولا أنك من أشراف ـ حسب ما علمت ـ “نابلس” لقلت ما قالت ذلك اللعين.
ابن بطوطة: {باستغراب} من؟
ابن جزي: موظف أحد مكاتب الحالة المدنية، بعد أن قدمت له الأوراق المطلوبة لاستخراج بطاقة “دليل سياحي” كما اتفقنا ..اتكأ على صاحبه، وهو يخفي ابتسامة ساخرة وقال: إذا كان هذا اسمه “ابن بطوطة” فماذا سيكون اسم ابنه؟!
ابن بطوطة: إذا أنا علة صواب
ابن جزي: ..كما اتفقنا هذه البطاقة مجرد تعويذة تمنع عنا الألسنة الطويلة، أنا فرن يستطيع إطعام حومة بأكملها.
ابن بطوطة: تلك قضيتك..أما أنا فالطريق واضح.
ابن جزي: ماذا تقصد؟
ابن بطوطة: لو رجعت الى الرحلات لوجدت هذا الشعار: ارحل بنفسك عن أرض تهان بها هل أكمل؟
ابن جزي: ومن يجرؤ على إهانتك يا ابن بطوطة..العمل ليس عيبا!
ابن بطوطة: أنا رحالة يا ابن جزي..ألا تريد أن تفهم؟
ابن جزي: وهذا ما سنفعله إن شاء الله {يرمي بالورقة المطوية جانبا.. يقاطعه ابن بطوطة بهدوء، وهو يضم أصابع كفه الأيمن مهدئا من غضب ابن جزي}
ابن بطوطة: استمع الى هذا البيت، وأنت الأديب الشهير، استمع قليلا: والكحل نوع من الأحجار منطرح بين الحجارة مرمي على الطريق، لعلك قد فهمت، واللبيب بالإشارة يفهم.
ابن جزي: أنا معك، سنرحل وسيرحل كل من يريد أن يرحل ما الفرق إذن؟
ابن بطوطة: أتذكر الآن أن رحلتي الى “جزيرة الأموات” وأفضل محاورة الأموات على الأحياء. الفرق شاسع يا صاحبي..
ابن جزي: ها أنت ستعود الى هذا الكلام الذي لاطعم له، من سيصدقك بأنك ميت لكي تدخل جزيرة الأموات؟ من سيصدق كذلك وأنت أمامي بكل عافيتك؟
ابن بطوطة: ليس الرائي كالسامع..لا يهم أن تكون حيا مع الأموات، قل: أنا ميت وادخل مع الداخلين.
ابن جزي: يا عباد الله..هل هذا كلام رجل عاقل رقص فوق النار، وتحول الى غبار، ووصل الى “ظفار” ..هل أكمل؟
ابن بطوطة: لو كنت بجانبي ب”جزيرة الأموات” لسمعت الميت يقول لك باللسان الفصيح: اقدم لك المرحوم فلان فيرد عليك الميت الآخر بلسان أفصح من لسان السائل: أهلا وسهلا.نتمنى لك موتا مريحا بجزيرتنا السعيدة.
ابن جزي: كفى..يبدو أن هذه السنوات من البطالة قد لعبت بعقلك… الله يكون في عونك
ابن بطوطة: طوال هذه السنوات، وأنا أفكر في شيء واحد
ابن جزي: وما هو هذا الشيء الملعون؟
ابن بطوطة: أن أظل رحالة وبالفعل كنت كذلك..
ابن جزي: طوال هذه السنوات لم تغادر هذه العشة البئيسة؟
ابن بطوطة: دائما “جريء” ومأساتك أنك لا تسمع للأجزاء الأخرى.
ابن جزي: قلت ارتحلت طوال هذه السنوات، وأنت لم تغادر هذا الحجر الذي لو امتلك لسانا مثل البشر ل..
ابن بطوطة: أكمل يا ابن جزي ولكن اسأل الحجر؟
ابن جزي: اسأل الحجر؟
ابن بطوطة: نعم، كل ما مر طوال ثلاثة عقود رويته لهذا الحجر الأليف..
ابن جزي: حجر؟! أموات!؟ راحل وأنت ثابت في مكانك ثبات هذه الأرض؟ لم أعد أفهم شيئا!!
ابن بطوطة: ما دام في العمر بقية..سأرحل
ابن جزي: {يلوح بالورقة المطوية أمام ابن بطوطة} وهؤلاء لا يريدون غير ذلك؟
ابن بطوطة: ولكنني رحالة يعود..يعود ليرحل من جديد..ولكنه يعود
ابن جزي: وهؤلاء لا يهمهم إلا الذهاب
ابن بطوطة: هل تعرف أن طريق العودة، ولو تكرر مئات المرات، يظل مدهشا وكأنك تذرعه لأول مرة!
ابن جزي: كل الطرق مشابهة، المهم..أن يذهب هؤلاء {يرفع من جديد الورقة المطوية وهو يهزها عدة مرات أمام الجمهور} المهم الذهاب..
ابن بطوطة: الذهاب والإياب..يا صاحبي..تلك بداية الطريق..الذهاب والإياب وتلك بداية الطريق..
المصدر: